قال علي أبو سرحان، الباحث السياسي الفلسطيني، في تصريح خاص لـ « بوابة دار المعارف » : أن دعم مصر لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، يؤكد أن مصر قد اسنفذت كل القنوات الدبلوماسية، وقد ضاقت ذرعًا بالسلوك الإجرامي لحكومة نتنياهو المتطرفة، وخاصةً بعد أن قدمت مصر مبادرة جادة تنقذ الوضع من مزيد من التدهور، وهي الورقة التي قبلتها حماس، والتي كانت تشمل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتبادل الأسرى الفلسطينيين بالمحتجزين الإسرائيليين، ألا أن حكومة المتطرفين ضربت عرض الحائط بالجهود المصرية، وتحذيراتها من مغبة دخول رفح.
وأضاف: مصر استشعرت الخطر بالعبث الإسرائيلي الإجرامي في الخطوط الحمراء، منذ أن أول يوم للعدوان على غزة، أهداف إسرائيل غير المعلنة، وعلى رأسها دفع سكان غزة إلى الهجرة القسرية، ومن هنا تنظر مصر لدخول رفح وإغلاق معابرها، بأنه مقدمه لتنفيذ مخططها الإجرامي، مشيرًا إلى أن موقف مصر بإعلانها للانضمام إلى جنوب أفريقيا في ملف محكمة العدل الدولية خطوة متقدمة نحو الانفصال عن دور الوسيط، الى دور الخصومة السياسية والقانونية، وهذا أمر غاية في الأهمية، لعدة اعتبارات وأهمها أمتلاك مصر بحكم الجوار والإطلاع على الحقيقة و الوثائق المدعمة، بالحقائق والوقائع التي تثري الزخم القانوني في توصيف الحرب بحرب الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، الابادة التى يجب على المحكمة اتخاذ إجراء سريع في وقفها ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيلين.
وتابع: من المؤكد أن هناك كثير من الدول ستتبع موقف مصر وتعلن موقف بالانضمام إلى جنوب أفريقيا مما سيعزز ويعجل سرعة القرار من قبل المحكمة أولية، وبدون شك سينعكس موقف مصر على العلاقة مع دولة الاحتلال عل دور مصر الذي ينتقل من مربع الوسيط الى مربع الخصوم السياسية والقانونية، وكذلك الانتقال من صيغة التحذير إلى صيغة الممنوع من العبث في الأمن القومي من خلال العبث في محور فيلادلفيا، ومعبر رفح مع فتح الباب لاحتمالات وخطوات تتصاعد وفق التطورات الميدانية على الأرض.
وأكد أن مصر دول لها ثقل عربي بكل تأكيد وسيكون هناك نقله بالموقف العربي والإسلامي، وعلى إسرائيل أن تفهم الموقف المصري وسيكون له انعكاس فاعل ومباشر ضاغط على حكومة المتطرفين الصهاينة.